كل ما تود معرفته عن التعلم عن بعد، الخصائص، المميزات، العيوب

خلال السنتين الماضيتين وقعت الكثير من الاحداث والتطورات التي شهدها العالم وغيرت الكثير من ملامحه؛ فمنذ بداية جائحة كورونا حدثت الكثير من التغيرات وظهرت تحديات جديدة في واحدة من أشد الفترات على مر التاريخ والتي أثرت على كثير من القطاعات.

وأحد هذه القطاعات هو قطاع التعليم، ذلك القطاع الذي لطالما كان ركيزة أساسية في بناء أي مجتمع والرقي به. ومنذ بداية الجائحة كان هذا أكثر القطاعات التي تأثرت بشدة لدرجة أن كثيرًا من الدول أوقفت المدارس بشكل مؤقت لفترات طويلة لحين اجتياز هذه الفترة.

كيف كان التعليم من قبل؟

لنأخذ فكرة عن كيفية عمل النظام التعليمي من قبل، فقد كان يعتمد بشكل أساسي على التعليم التفاعلي الذي يربط الأساتذة والطلاب؛ حيث كان الطلاب يترددون بشكل متكرر إلى المدارس وملتزمون بحضور دروسهم ومحاضراتهم وجهًا لوجه مع معلميهم. 

وعلى مر الأجيال السابقة كان هذا النظام هو المتعارف عليه في كثير من الدول وكانت لديه مميزاته كما كانت لديه بعض العيوب، ومميزاته كانت:

• كسب الأطفال للثقة أثناء تعاملهم مع العالم الخارجي في سنواتهم الأولى في التعليم

• تعلم الطلبة بشكل أسرع من خلال التواصل المباشر مع معلميهم.

• إمكانية تفاعل الطلبة مع زملائهم بشكل أفضل خلال الأنشطة والألعاب المختلفة.

وعلى الرغم من كثرة فوائد التعليم حينها إلا أنه كانت لديه عيوب في نفس الوقت. منها:

• عدم القدرة على الاستماع لشرح المدرس إلا مرة واحدة.

• مشقة الذهاب والعودة من المدرسة كل يوم خصوصًا إذا كانت بعيدة.

• عندما لا يستطيع الطالب الحضور في يوم من الأيام الدراسية؛ فإنه يصعب عليه تعويض ما فاته من الدروس.

للأسباب السابقة متزامنة مع انتشار ڤيروس كورونا المستجد؛  كان من المحتم اتخاذ إجراءات مختلفة لمنظومة التعليم وإيجاد فرص بديلة وتكون أفضل لتعليم الطلاب ولمصلحتهم في نفس الوقت، ومن هذه الفرص هي التعليم عن بعد.

تعريف التعليم عن بعد

هو أحد النظم التعليمية التي تعتمد على فرصة توصيل الطلبة بمعلميهم من أماكنهم بدون الحاجة إلى الاتصال المباشر بينهم. يتم ذلك عن طريق توفير الأدوات المساعدة لكلا الطرفين من أجل القيام بهذا التواصل، مثل وجود شبكة إنترنيت جيدة، وحواسيب وأجهزة مناسبة لديها القدرة على القيام بالربط بينهم بأفضل طريقة ممكنة.

مثل هكذا انظمة لديها القدرة على التكيف في أي وقت تبعًا للظروف المحيطة؛ وذلك من أجل جعل الطلاب ملمّيم بدراستهم بدون الحاجة إلى قطع التواصل نهائيا مع الطلاب عند توقف المدرسة عن العمل لفترات معينة.

كيفية عمل التعليم عن بعد

يعتمد نجاح نظام التعليم عن بعد بشكل أساسي على هيكلة النظام المستخدم، ومن أجل أن يكون هذا النظام قادرًا على العمل بشكل صحيح فيجب توفر عدة أركان:

• الوقت

• التواصل

• التكنولوجيا المستخدمة

• تصميم الدروس

وليتم فهم هذه الهيكلة بشكل أفضل؛ فمن المهم الشرح كل جزء منهم بالتفصيل.

الوقت

يعتبر الوقت هو أول شيء تفكر فيه المدارس والتي يجب عليها أخذه بالاعتبار لتنظيم الفترات الدراسية لكلا الجانبين، الطلاب والمعلمين. وبالتبعية فإن عامل الوقت مهم جدًا لتحديد الفترة التي يجب على الطالب التواجد فيها بالمدرسة لأخذ دروسه كما يجب على المدرس.

بداية من المدرس، فإنه يجب عليه تحديد الساعات المتاحة له أثناء اليوم من أجل الطلاب متضمنة الأوقات الخاصة بالدروس وكذلك الأوقات التي يمكن للطالب سؤال مدرسه فيها أو ما تسمى بالساعات المكتبية. ومن أجل ذلك يتم تحديد تلك الساعات المكتبية بعناية من أجل السماح لكلا الطلاب والمدرسين بالتواصل بشكل أفضل وكذلك.

في بعض الأحيان يحتاج المدرسون إلى التواصل مع الطلاب مباشرة وذلك متاح عن طريق خدمات التواصل عبر الڤيديو والتي تسمح لكلا الطرفين بالتواصل بشكل جيد.

وبالنسبة للطلاب، فانه عليهم أن يحددوا الأوقات المخصصة للقيام بالواجبات والأنشطة المطلوبة في كل درس من دروسهم، كما يمكن استخدام الساعات المكتبية من أجل تواصل بعض الطلاب سويًا للمذاكرة وقيام علاقات قوية وتفاعلية بينهم وبين المدرس.

التواصل

أحد أهم العوامل لنجاح أي منظومة تعليمية هو تحديد طريقة محددة للتواصل بين الطلبة ومعلميهم لتساعدهم على تفادي الكثير من العقبات أثناء المرحلة التعليمية والتدريس بشكل أفضل. فعلى الطلاب أن يدركوا كيف ومتى يمكنهم التواصل مع معلميهم أثناء تعلمهم عن بعد.

فعلى سبيل المثال هل الإيميلات الإلكترونية وسيلة جيدة؟ أم هل يجب ان يكون التواصل بأكمله عبر المنصة التعليمية؟ وماذا يحدث إذا توقفت هذه المنصة عن العمل فجأة وانقطع التواصل؟

كل هذه الاسئلة واكثر تدور في أذهان الطلبة وأولياء أمورهم ومعلميهم، ومن أجل ذلك يجب تحديد وسائل التواصل من البداية.

أحد الجوانب الأخرى للتواصل هي معرفة عدد المرات التي يتواصل فيها المدرس مع الطلبة خلال الأسبوع، كما يجب على الواجبات التي كانت تأخذ فترة زمنية معينة خلال الفترة الدراسية العادية في المدرسة أن تأخذ نفس الفترة الزمنية أثناء التعلم عن بعد. في هذه الحالة يجب على المدرس كذلك أن يقوم بالتصحيح والتدقيق في واجبات هؤلاء الطلبة وإرجاعها مرة أخرى لهم مع النقاط والملاحظات التي يجب أن ينتبهوا لها إن وجدت.

التكنولوجيا المستخدمة

التكنولوجيا هي أحد العوامل التي تلعب دورًا بارزًا أثناء العملية التعليمية عن بعد. وتعتمد المدرسة وقتها على أن كلا الطلاب والمعلمين لديهم الكماليات والاجهزة التي يحتاجونها أثناء فترة تعلمهم عن بعد. 

ويجب على المدرسة كذلك توفير طريقة مناسبة لتواصل المعلمين والطلبة بشكل أفضل كما يجب عليها توفير وسيلة من أجل الطلاب لإرسال واجباتهم للمدرس .وفي وقتنا الحالي لا حاجة بعد الآن لإرسال الواجبات المدرسية عن طريق البريد سواء كانت مطبوعة او مكتوبة والقلق بشأن وصولها بسلام؛ ففي عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه أصبحت شتى الوسائل متاحة من أجل القيام بذلك في لمح البصر وبدون أي عنا يذكر..

يجب على المدرسة التي تعمل بنظام التعليم عن بعد كذلك توفير التعليمات والإرشادات التي يحتاجها الطلبة لاستخدام المنصة التعليمية الخاصة بهم خصوصًا إذا لم يكونوا معتادين على استخدامها من قبل. وبناءً على ذلك يتم توفير الدعم المناسب في حالة حدوث أية مشكلة أثناء فترة الدراسة من المنزل.

تصميم الدروس

من اجل نجاح أية منظومة تعليمية؛ يجب أن يتواجد فيها نظام دروس محدد ومنسق بطريقة مناسبة لكي يستطيع الطلبة أن يتعلموا بشكل جيد. وبالنسبة لنظام التعلم عن بعد فيجب أن يكون فيه خصائص معينة.

على سبيل المثال في المدارس يكون المعلم أمام الطلاب ويستطيع أن يميز ما إذا كان الطلبة منتبهين له أثناء الشرح أم لا وإن كانت المعلومة قدوصلت بشكل صحيح أم أن المعلم يحتاج إلى إعادتها بصيغة مختلفة حتى يفهم الطلبة بشكل جيد.

اما بالنسبة للتعلم عن بعد فإن الفرضية الأساسية للمعلم أن الطلبة سيكون لديهم فهم أقل عما كانوا عليه في المدارس وذلك لاختلاف البيئة التعليمية. ومن أجل ذلك فإن تصميم الدرس في نظام التعلم عن بعد يجب أن يحتوي على عدة نقاط، منها:

١- إنشاء الدرس

وهو تحديد مضمون الدرس وربطه بالدروس السابقة أو الدروس المستقبلية فيما بعد وهو ما يساعد الطلبة على معرفة ما الذي يتعلمونه والسياق الذي فيه.

٢- تحديد الأهداف

من أجل جعل الطلبة يعرفون الغاية من هذا الدرس عن طريق أهداف محددة وواضحة لكل درس.

٣- تحديد مستوى الاستيعاب

يتم ذلك عن طريق إنشاء بعض الاستبيانات للطلبة لقياس مدى استيعابهم وفهمهم للدرس ومساعدة المعلم في تحديد النقاط غير الواضحة أو المبهمة لإعادة شرحها بطريقة اخرى.

٤- تجهيز المحتوى التعليمي

يتم ذلك من خلال تحديد المعلم للأجزاء التي سوف يتم شرحها في الدرس القادم لجعل الطلبة مهيئين لذلك الدرس.

مثال: الدرس القادم سوف يكون عن المعادلات الرياضية من صفحة ٥٠ إلى صفحة ٦٠ بالكتاب المدرسي، وسيكون الدرس يوم الإثنين القادم في تمام الساعة السادسة مساءً.

٥- الواجبات

تساعد الواجبات بشكل أساسي على زيادة قدرة الطالب على استيعاب وفهم الدروس بشكل أفضل، كما يجب على المعلم إعطاء الملاحظات والتنبيهات لكل طالب على طريقة حله للواجب لكي يقوم الطالب بالحل بشكل أفضل المرات القادمة.

٦- الاختبارات

تأتي الاختبارات كمرحلة مهمة لقياس نسبة استيعاب الطلاب للدرس الذي تم شرحه ويتم ترتيبها في مواعيد معينة مع الأخذ في الاعتبار إعطاء الطلبة الوقت الكافي لمذاكرتها وحلها.

مميزات التعليم عن بعد

يتميز نظام التعليم عن بعد بفوائد عدة منها:

الحصول على وظيفة أثناء الدراسة

فعن طريق الدراسة من منزلك او مكان عملك يمكنك أن تعمل بدوام جزئي بجانب الدراسة وتوفير مبلغ من المال كذلك. ويجب العلم بأن الكثير من الطلاب الذين يؤيدون الدراسة عن بعد يودون ذلك للحفاظ على أعمالهم جنبًا إلى جنب مع دراستهم.

فباستخدام التعليم عن بعد يمكن للطلاب المذاكرة في العطلات، في الصباح والمساء، في البيت او بالخارج ويكون شعارهم “ذاكر بينما تكسب قوت يومك.”

توفير المال

وتنقسم هذه النقطة لجزئين.

الجزء الأول: هو توفير المال الخاص بالدراسة حيث أن تكلفة التعلم عن بعد تكون أقل بكثير من تكلفة التعلم في المدارس والجامعات مما يجعل نظام التعلم أسهل وبسعر معقول.

الجزء الثاني: وهو توفير المال الخاص بالمواصلات أو الذهاب إلى المدرسة والعودة منها بشكل عام.

توفير الوقت

الوقت كالذهب، ومع نظم التعليم عن بعد أصبح بالإمكان توفير الوقت المستهلك أثناء الذهاب والعودة من المدرسة بالمواصلات العامة أو القطارات، فقد أصبح الفصل الخاص بالطالب في حجرته بالفعل ووفر عليه مشقة وعناء ووقت أكثر من قبل ليستطيع إنجاز المزيد من المهام والانشطة الاخرى بجانب الدراسة.

التعلم بدون قيود

في الفصول المدرسية لدى المدارس يشعر كثير من الطلبة بالحرج من سؤال معلمهم بخصوص أجزاء لم يفهموها في دروسهم وهو ما يعد عيبًا في نظام التعليم العادي. بينما في نظام التعلم عن بعد أصبح بإمكان الطلبة السؤال بحرية أكبر ويمكنهم كذلك التواصل مع المدرس بشكل أسرع وسؤاله بخصوص ما يحتاجونه منه.

ويجب العلم ان سرعة التعلم تختلف من طالب لآخر، وأن كل طالب من حقه أن يسأل بحرية عما لم يستطع فهمه خلال الدروس وهو ما يوفره نظام التعلم عن بعد بطرق عديدة.

تعلم أينما كنت وقتما أردت

باستثناء المحاضرات والدروس التي لديها أوقات محددة لتحضرها، فإن لكل طالب الحرية في أخذ دروسه في الوقت الذي يناسبه أينما كان. وهذا الأمر وفر عناء الطلبة لكي يحضروا دروسهم ومحاضراتهم المعتادة في المدارس والجامعات في الأوقات التي لا يستطيعون التركيز فيها وفهم ما يتم شرحه. وأصبح الآن بإمكان الطلبة الدراسة في الحديقة، على الاريكة، او حتى اثناء سفرهم لأماكن بعيدة.

عيوب التعليم عن بعد

وكما تعد العوامل السابقة ميزة بالنسبة لطالب؛ فإنها قد تشكل مشكلة أو عيبًا بالنسبة لآخر. وفيما يلي بعض من تلك العيوب الخاصة بنظام التعلم عن بعد:

فرص أعلى للتشتت

بدون الحضور للمدارس والجامعات مع التعلم فقط عن طريق الإنترنت يكون من السهل جدًا وجود فرص كثيرة للتشتت أثناء الدروس لعدم وجود تفاعل وجهًا لوجه بين المدرس والطلبة. 

في نفس الوقت لن يكون بمقدرة الطلبة التواصل مع بعضهم البعض كما في السابق وبالتالي لن يكون هناك من يذكرك بحل واجبك وستزداد فرص نسيانك لمواعيد تسليم واجباتك واختباراتك. ومن أجل ذلك يجب أن يبقى الطالب منتبهًا أثناء التعلم أونلاين كما يجب على نظم التعليم الإلكترونية أخذ هذا بالاعتبار.

تكاليف إضافية

من المؤكد بأن تكاليف التعلم عن بعد أقل بكثير من تكاليف الجامعات والمدارس العادية وهو ما يعد نقطة قوة؛ ولكن في المقابل هنالك تكاليف مخفية لا ندركها مثل تكاليف شراء حواسيب وكمبيوترات للمذاكرة وكذلك تكلفة تثبيت خدمة إنترنيت جيدة لتلائم الاحتياجات الدراسية من فيديوهات تعليمية واختبارات بالإضافة إلى تكاليف إضافية للطابعات و الكاميرات والميكروفونات وبالتأكيد فواتير الكهرباء.

التكنولوجيا

كما تعد التكنولوجيا التي نعيش بفضلها أحد مميزات التعلم عن بعد؛ فإنها تعتبر أحد أكبر العقبات أثناء التعلم. فمن أجل جعل نظام التعلم الإلكتروني ممكنًا كان لابد من الاعتماد على تكنولوجيا قوية لإدارة مثل هذه النظم والتي في نفس الوقت تعتبر أحد المشكلات التي قد تواجه الآباء والطلبة أثناء مراحلهم التعليمية.

فالتكنولوجيا لها جانب آخر من العيوب في صعوبتها بالتحديد وطريقة التعامل معها، وهو ما يحتاج إلى فترة من الزمن لكي يتعود الطالب على استخدامها بكفائة وتفادي مختلف العقبات التي قد تواجهه أثناء استخدامها في تعلمه.

جودة التعليم

لعدم فهم هذه النقطة بشكل خاطئ؛ فإنه لا يقصد بها قلة خبرة المعلمين والأساتذة، ولكن المقصود هنا هو انا المدرسين سيكونون على أعلى مستوًى من الحرفية والخبرة في مجال التدريس ولكن على الرغم من ذلك قد يواجهون بعض الصعوبات على التكيف مع بيئة التعليم الجديدة عن بعد. وعلى الرغم من أن في السنتين الماضيتين قد تكيف الكثير من المدرسين والأساتذة على طرق التعلم الجديدة؛ إلا أن الكثير منهم أيضًا مازال الامر صعبًا عليهم.

ومن جانب آخر فإن الطلبة كذلك قد يواجهون مشاكلًا على التعود على طرق التعلم الجديدة؛ فالتكنولوجيا الحالية تعمل على إيصال الفكرة بنسبة كبيرة ومع ذلك فإن الأساتذة يفقدون شيئًا مهما في هذه العملية لعدم تفاعلهم مع طلبتهم وجهًا لوجه.

المصداقية

مع تزايد عدد منصات التعلم عن بعد أصبح من الصعب على أولياء الأمور التأكد من مصداقية كل واحدةٍ منهم وذلك لكثرة الدرجات التعليمية الوهمية المعروضة على الساحة مما يسبب مشكلة للطلاب والمعلمين ذوي الكفاءة.

فقد الاتصال

واحدة من أكثر المشاكل الشائعة التي تواجه أنظمة التعلم عن بعد هي مشكلة فقد الاتصال بالمنصة. ويجب معرفة أن مثل هذه المشكلة لها اكثر من بعد وقد تسبب مشكلات أكبر إذا كانت في أوقات معينة.

فمثلًا حين قطع الاتصال بالإنترنت أو انقطاع التيار الكهربي في المنزل أو المكان المتواجد فيه الطالب او المعلم؛ قد يشكل ذلك فجوة يجب تداركها بسرعة، خصوصًا إذا حدث ذلك الانقطاع أثناء أداء الطالب لاختبارات أو عند الوقت المحدد لتسليم الطالب واجباته.

من أجل ذلك يجب على المنصة التعليمية توفير فرص لتدارك هذه الأزمات وقت حدوثها لكي لا تؤثر على نفسية الطلاب والمعلمين، مكملة بذلك منظومة تعليمية قوية قادرة على حل المشكلات.

استراتيجيات التعليم عن بعد

هنالك استراتيجيات عدة للتعليم عن بعد من أجل قيامه بشكل صحيح وسليم على المدى الطويل، ونسرد لكم أهم هذه الاستراتيجيات في هذه المقالة:

١- كن على تواصل

قالتها أحد المعلمات التي تستخدم التعليم الاليكتروني ذات مرة… “التأثير القوي أهم من التكنولوجيا الرائدة”

لعلنا في المدارس التقليدية لا نكون على تواصل مع المعلمين والمعلمات إلا حينما نذهب إلى الدوام المدرسي، وبالأخذ بالاعتبار هذه النقطة؛ فإن هذه الفكرة تحد من التواصل بين التلاميذ والطلاب بشكل كبير.

فعلى سبيل المثال إذا أراد الطالب حين يرجع إلى بيته أن يسأل معلمه بخصوص درسٍ، واجبٍ، مسألةٍ، او غير ذلك، فإنه يجب أن ينتظر إلى اليوم التالي ليفعل ذلك. فالمدرسة تقيد التواصل بين المعلم وطلابه لتجعله فقط في إطارها حتى إذا انتهى الدوام وغادر الطلاب انقطع الاتصال حتى الرجوع مجددًا.

ولكن بالتفكير في الأمر؛ فإن الوضع مختلف بشكل كبير في التعليم عن بعد حيث أنه يمكن للتلاميذ الاتصال بمعلمهم في أي وقت عن طريق الهاتف، الإيميل، أو المنصة الخاصة التي تربط بين الاثنين؛ ولذلك من الواجب على المعلم توفير طرق عدة لطلابه من أجل التواصل معه لتعويض الاتصال المباشر بينهم. 

٢- استخدام المصادر المتاحة أونلاين

هنالك الأطنان من المصادر والمعلومات المتاحة على الإنترنت مما يجعل من مهمة أولياء الأمور والمعلمين بدورهم هي أن يقومو بتعليم الطلاب وجعلهم يفرقون بين المصادر الموثوق فيها التي يمكن أن يستخدموها والمصادر الوهمية التي يجب أن يبتعدوا عنها.

٣- تذكر… هذه ليست محاضرة

كثير من المعلمين يخطئون الفهم بأن المحاضرات المباشرة عبر الإنترنت هي عبارة عن محاضرات عادية؛ وبناء عليه فإن المحاضرة تصبح روتينية للغاية مما يعوق الطلاب عن الاستيعاب لفترات أطول.

واحد من أهم الإستراتيجيات لحل هذه المشكلة هو في جعل المحاضرة المباشرة أكثر تفاعلية عن طريق إرفاق الصور والفيديوات لجذب اهتمام الطلاب، وكلما بذل المعلم مجهودًا في ترتيب محاضراته كلما كان مميزًا وكلما كان طلابه أكثر تركيزًا معه.

٤- اجعل الواجبات واضحة

في نظام التعلم عن بعد من المهم جعل الواجبات والأنشطة المطلوبة أكثر وضوحًا عما قبل. تذكر… ففي المدارس التقليدية يمكن للطالب سؤال معلمه في الواجب وجهًا لوجه، بيننا في المحاضرات المباشرة فإن الاتصال وجهًا لوجه قد تم تقليله كثيرًا؛ لذلك من المهم جعل الواجبات واضحة لأقصى درجة من أجل أن يفهمه الكثير من الطلاب.

٥- قم بإعطاء الملاحظات على الدوام

إعطاء الملاحظات في أثناء عملية التعلم عن بعد يعد أحد أهم الطرق لتطوير التعليم عن طريق إعطاء الملاحظات للطلبة، مما يساعدهم على تطوير ذاتهم ويجعلهم يدركون بأنهم جزء مهم في منظومة التعليم عن بعد ويعزز من ثقتهم بنفسهم من جديد.

تحديات التعليم عن بعد

يواجه نظام التعليم عن بعد الكثير من العقبات والتحديات التي تحد من قدرته على استبدال التعليم المدرسي التقليدي في كثير من الدول، ومن هذه التحديات ما يجعل الطلبة عرضة للتشتت، عدم القدرة على المواكبة، وكذلك التذمر.

وفيما يلي أكثر أربعة تحديات وكيف يمكن تجنبها.

١- المشتتات الكثيرة

كما قلنا من قبل فإن الطالب يكون عرضة للتشتت وعدم التركيز أثناء الدرس او المحاضرة. ففي المدرسة كان يتم الاعتماد على التعلم وجهًا لوجه بين المعلم والطلبة، بينما في التعلم الالكتروني قد يأتي عامل التوصيل ليطرق الباب، يسمع صوت الصبية في الشارع يلعبون، تأتي القطة لتداعبه بذيلها أثناء الدرس، وغير ذلك الكثير.

كيف يمكن تجنب مشكلة التشتت؟

يمكن تجنب التشتت عن طريق التأكيد على أهمية تلك الدروس والمحاضرات وضرورة تركيز الطلبة فيها، وكذلك يجب على كلا الطلبة والمدرسين التأكد من وجودهم في مكان مناسب بعيدًا عن أي عوامل للتشتت وذلك يمكن القيام به عن طريق تحديد مكان هادئ ملائم للمذاكرة بعيدًا عن أي ملهيات يمكن أن تعوق العملية التعليمية المباشرة.

٢- التوقيت

أحد أهم التحديات التي تواجه التعليم عن بعد هو التوقيت، خصوصًا إذا كانت المحاضرة مباشرة وتفاعلية ويحتاج الطالب لتأكيد حضوره فيها. وتصبح هذه مشكلة اكبر حين يتقاطع ميعادي محاضرتين في نفس الوقت ويصبح الطالب عاجزًا عن التفكير وقتها واتخاذ قرار بحضور أي منهما.

كيف يمكن تجنب مشكلة التوقيت؟

يمكن تجنب هذه المشكلة بعدة طرق منها جعل الطلبة قادرين على حضور المحاضرات في أي وقت خلال اليوم تبعا للوقت المناسب لهم، وهذا يخفف من عبء التقييد لدى الطلبة والالتزام بحضور دروسهم في أوقات غير مناسبة لهم.

احد الحلول الاخرى هو خاص بنظام إدارة التعلم عن بعد Learning Management System (LMS) حيث يتوفر عادة في هذا النظام ميزة الجدولة تبعًا لتقويم السنة. ويساعد هذا الحل في جعل الطلبة ملتزمين بجدول معين معروف ومتبع لدى الكثير من زملائهم بدلًا من حدوث تداخل بين المحاضرات والأنشطة مع بعضها البعض.

٣- المشاكل التقنية

تعتبر المشاكل التقنية احد اكبر التحديات التي من الممكن أن تواجه العملية التعليمية المباشرة بداية من عدم انتظام شبكة الانترنت مرورًا بالمشاكل الخاصة بعرض المحتوى التعليمي خلال الدرس، وحتى المشاكل الخاصة باستعمال المنصة بشكل جيد.

كيف يمكن تجنب المشاكل التقنية؟

– عن طريق تعليم الطلبة والمعلمين على حد سواء بطرق استعمال المنصة والاستفادة من إمكانياتها بشكل جيد

– وجود دعم مستمر في حالة حدوث أية مشكلة تقنية أثناء التعلم وذلك من خلال وجود مختصين مستعدين تحت شتى الظروف لتلاقي أية مشكلة وحلها بشكل سلس وسريع.

٤- عدم المواكبة

أثناء التعلم في المدارس يستطيع المعلمون من فهم الدرس الذي تم شرحه من الذين تظهر على وجوههم علامات تدل على عدم الفهم. وقتها يستطيع المعلم تلاقي هذه المشكلة بإعادة شرح الجزء الذي لم يتم فهمه بأكثر من طريقة حتى يتأكد بفهم الجميع للدرس.

بينما في نظام التعلم عن بعد لا يستطيع المعلم فعل نفس ذات الشيء حيث أنه لا يستطيع النظر في وجه كل طالب على حدة ويعرف إذا كان قد فهم ام لا وما إذا كان يستطيع مواكبة التعلم مع بقية زملائه.

كيفية حل مشكلة عدم المواكبة؟

يتم حل هذه المشكلة عن طريق تقديم بيئة تعليمية مشجعة للطلاب لكي يسألو وطرق قوية لجعل الطلبة يواكبون المعلم في فهمهم وتجاوز مشكلة عدم المواكبة التي يمكن أن تحدث.

أهداف التعليم عن بعد

قد تسأل نفسك من وقت لآخر لماذا تحاول أغلب دول العالم التوجه إلى نظام التعلم عن بعد؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب معرفة أهم ثلاثة أهداف  وراء التعلم عن بعد والتي تسعى هذه الدول لتحقيقها وهي:

١- توفير الفرص للطلاب لكي يكونوا على تواصل مع معلميهم بشكل أفضل وكذلك مع زملائهم، ,الحفاظ على ثلاثة أشياء:

– الصحة

– الأمان

– العلاقات بين الطلبة

٢- التركيز على أهم المجالات التي تدعم تقدم البلد بسبب التغير التكنولوجي الهائل الذي يحدث حاليًا.

٣- المحافظة على كفاءة العملية التعليمية عن طريق ربط التعلم بالتكنولوجيا 

أهم منصات تعليم عن بعد

هنالك العديد من منصات التعلم عن بعد الموجودة حاليًا، ومنها العالمي والمحلي، وفيما يلي بعض أكبر المنصات في كليهما.

• Udacity

هي أحد المنصات العالمية المشهورة بتقديم مجموعة كبيرة من المصادر التعليمية أونلاين. تتميز هذه المنصة بتنوع المجالات المفتوحة للتقديم وكذلك بالواجبات التطبيقية على كل درس والتي تساعد على فهم الدرس بشكل أفضل.

• Udemy

يعتبر يوديمي منصة تعليمية قوية تتميز بالسهولة لكلا المعلمين والطلاب وتحمل كمًا كبيرًا من الفيديوات في شتى المجالات التي يمكن أن تخطر على بالك.

• Coursera

هو أحد المنصات التعليمية التطبيقية والتي تتميز بوجود شتى أنواع المصادر المقروءة والمسموعة والمرئية، كما يجب على الطلاب القيام بمشاريع معينة في كل مادة لكي يجتازوها بنجاح.

• Monaia

هي أحد المنصات العربية الرائدة والتي تقرب المسافات بين المدرسين والطلاب عن طريق توفير بيئة جيدة للتواصل والتعلم بشكل أفضل كما توجد بها الكثير من المصادر التعليمية في أكثر من مجال.

كيف تعمل مونايا

يعمل موقع مونايا عن طريق تسجيل كل مدرس للمادة الخاصة به ورفع الڤيديوات والواجبات وغير ذلك من المصادر التعليمية التي تساعد الطلاب على فهم المادة بشكل أفضل.

كما يوجد نظام مخصص للاختبارات وتسليم الواجبات في موقع مونايا ويوفر كذلك بيئة مناسبة للطلبة لسؤال معلميهم بشكل أفضل وبدون أية قيود.

وتتميز مونايا عوضًا عن غيرها من المنصات التعليمية بوجود كل مميزات المنصات التعليمية التي تريدها، كما توفر كذلك العديد من الوسائل وطرق الدفع سداد المصروفات.

مستقبل التعلم عن بعد

نظرًا للتطور الكبير الذي يشهده العالم حاليًا؛ فإن هذا التطور يشمل بالتأكيد مجال التعلم عن بعد ليكون ذا فائدة أكبر وأقل عيوبًا. ومن المتوقع في المستقبل أن تستمر المنصات التعليمية في التطور لتكون أسهل، أفضل للتعلم، أبسط، وتكون بيئة ملائمة أكثر لشتى النشاطات والمجالات.

[su_box title=”أقرأ أيضا:” box_color=”#7a59cd” title_color=”#f2eeef”][su_posts template=”templates/list-loop.php” posts_per_page=”4″ tax_term=”80″ order=”desc”][/su_box]

إذا كنت ترغب في اكتشاف أفضل أنشطة للأطفال في مدينتك سواء كانت رياضة , تعليم, دروس, تكنولوجيا, لغات ,ترفيه, وأكثر قم بتحميل تطبيق مونايا